(26) مشاهدة الأطفال للمواد الإباحية: ظاهرة هامشية أم مشكلة مجتمع
د- أحمد إبراهيم خضر - مصر
" إذا غاب تأثير الدين ظهر تأثير العوامل الاجتماعية والنفسية "، هذه القاعدة اعترف بها وأقرها الباحثون العرب حتى هؤلاء الذين ينتمون إلى أشد الإتجاهات الفكرية العلمانية تطرفا. كما أكدتها الدراسات الغربية التي تعرضت لدراسة الظواهر الإجتماعية والمشكلات النفسية. ولبيان ذلك سنتعرض لمثال واحد يتناول ظاهرة إجتماعية امتد تأثيرها إلى الأسرة المسلمة وأطفالها بفعل انتشار القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت، والظاهرة هي " مشاهدة الأطفال للمواد الإباحية ".

" المادة الإباحية " كما يرى الكتاب الغربيون " مصطلح يعرف عادة " بالبورنو" أو " البورنوجرافى"، وهو في أصله كلمة مشتقة من كلمة يونانية تعنى " الكتابة إلى البغايا". وبالرغم من عدم وجود تعريف حديث مقبول لها، إلا أن القاسم المشترك في كل التعريفات هو أن هذه المادة تحتوى على جنس فاضح ينتهك القيم الأخلاقية للناس. لكن التعريف الأقرب إلى ثقافتنا هو أن المادة الإباحية هي " كل مادة تحتوى على جنس فاضح أو ضمني، بدءا من الصورة العادية الكاشفة للعورة ، وانتهاء بالفيلم الذي يصور العلاقة الجنسية الكاملة بين أطراف متماثلة أو متغايرة ، أطفالا كانوا أم كبارا وتهدف أساسا إلى إثارة الشهوة الجنسية عند القارئ أو المستمع أو المشاهد أيا كانت الوسيلة التي تعرض بها".

في الولايات المتحدة رأس السناتور " سام براونباك " عضو الكونجرس الأمريكي في 10 نوفمبر 2005 استماع اللجنة الفرعية للدستور لمناقشة قضية تأثير المواد الإباحية على الزواج والأسرة والأطفال: قال " براونباك" : إن معظم الأمريكيين يعلمون تماما أن المواد الإباحية شيء سيئ ، ولكنهم لا يقدرون حجم الأذى الذي تتسبب فيه لمن يستخدمها وللأسر بصفة عامة ، وبينما يعلو الحديث عنها على أنها تدخل تحت مظلة حرية التعبير ، يخفت عن آثارها المدمرة على الأسرة والطفل . وأشار " السناتور الأمريكي "إلى أن ثلثي المحامين من أعضاء الأكاديمية الأمريكية الخاصة بمحاكم الأسرة قد كشفوا في اجتماعاتهم أ...